إبراهيم صالح الحسيني : نعم، قول رسول الله صلي الله عليه وسلّم ليس أحد منكم يدخل الجنّة بعمله قالوا ’ ولا أنت يا رسول الله‘ قال ’ ولا أنا إلاّ أن يتغمّدني الله برحمته‘ وأمّا قول الله ’’ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون‘‘ .....هذا معناه أنّ الله تبارك وتعالى أدخل المؤمنين بالعمل الذي لم يعملوه إلّا برحمته، فما دخلوا الجنة إلّا برحمته، الجمع؛ الآية تناول ظاهر الأمر و الحديث تناول باطن الأمر و حقيقة الأمر أي أنّ الإنسان يعبد و يصلّي ويصوم ، كلّ ذلك يعتمد على توفيق الله ورحمة الله به، فهو لم يهتد إلّا برحمة الله وجود الله وكرمه ، لم يفعل ذلك بحوله و قوته ، ولذلك علّمك إذا بدأت شيئا قل بسم الله وإذا دخلت فيه قل لا حول ولا قوّة إلّا بالله فأنت لم تفعل شيئا ’’ والله خلقكم وما تعملون‘‘ من هنا أنت وعملك لله، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلّم للرجل’’ أنت ومالك لأبيك‘‘ مفهوم الكلام هذا ؟

إذن الجمع بين الحديث والآية هو : في البدء والنهاية ، الحديث لاحظ نهاية الأمر أو مصير الأمر و حقيقة الأمر إن الذي يعمل، لا يعمل إلا برحمته. إذن الدخول برحمة الله وتوفيقه ، أليس كذالك؟ وكلّنا نعلم أنّ الجنه فضله والنار عدله، ودخول الجنة لا يعتمد فيه العمل كما أنّ دخول النار ليس بسبب الأعمال ولكن هذه الأُمور قد قدّرها وقضاها قبل أن يخلق السماوات والأرض، لكن الأعمال علامات لذلك قال في سورة الليل "فأمّا من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى، فسنيسِّرهُ لليسرى، وأَمّا مَن بخِل واسْتغْنَى وكذّبَ بالحسنَى فسنُيسِّره للعُسرى‘‘ معنى هذا ، أنّ الله تعالى أقام عليك شهودًا من أعضاءك و جوارحِك ومن أعمالك ،هذه الشهود لتدلّ إخوانك المؤمنين ، فيعاملوك معاملة المؤمن، مفهوم الكلام هذا؟، أما إذا المؤمن أبى يصلّي، أبى يصوم، أبى يزكّي فمن أين يعرف المؤمنون إيمانه، لا يعرفون إيمانه، و إنما الأعمال الظاهرة وهي شواهد وهي في نفس الوقت بشرى تبشّر المؤمن بأنّك إذا كنت سائراً في طريق الصالحات فأنت من أهل الصالحات و إن كنت سائراً في طريق المعاصي و السيئات فأنت من أهل السيئات.