فتوى بخصوص صلاة عيد الفطر المبارك للعام 1441هـ – 2020م في ظل جائحة كورونا (كوفيد19) صادرة عن سماحة الشيخ الشريف إبراهيم صالح الحسيني
وبما أننا لم نتلق حتى لحظة كتابة هذه الفتوى، بيانات من جهات الاختصاص الرسمية في الحكومة الفيدرالية، بانتفاء خطر انتشار المرض، مما يسمح بعودة الأمور إلى طبيعتها من حيث التجمعات وغيرها، فإن الفتوى السابقة الصادرة بتاريخ 23 شعبان 1441هـ الموافق 16 أبريل 2020م، والتي أجازت التعليق المؤقت للصلوات الخمس في المساجد، وصلاة التراويح، وصلاة الجمعة، بالإضافة إلى تطبيق جميع التدابير الاحترازية والوقائية وسياسة التباعد الاجتماعي تكون سارية ونضيف ما يأتي بخصوص صلاة العيد.
إن صلاة العيد من السنن المؤكدة في أرجح الاقوال، والأصل إقامتها في الساحات المفتوحة وليس داخل المساجد، ويستحبّ خروج الذكور والإناث لشهود الخير، ودعوة المسلمين مع استحباب الاغتسال، والتَطيب ولِبس أجمل الثياب، وأكل بعض التمرات قبل الخروج إلى المصلى.
فإن طرأ ما يمنع الناس من حضور مصلى العيد بسبب الظروف المناخية، أو الأمنية، أو الصحية، أو غيرها كما هو الحال في أزمة فايروس كورونا، والتي فرض بسببها الحظر على التجوال حماية للأرواح التي تعتبر من كبريات الضروريات المقاصدية في الاسلام، فتسن في هذه الحالة الاستثنائية، الصلاة في المنازل بالكيفية التي تصلى في الساحات، ولكن من غير خطبة العيد.
قال في المختصر: ” وإقامة من لم يؤمر بها أو فاتته”. قال الخرشي: ” أي إنه يستحب لمن لم يؤمر بالجمعة وجوبا، أو فاتته صلاة العيد مع الإمام أن يصليها وهل في جماعة، أو أفذاذا قولان”. وقال في منح الجليل: “وأطلق المصنف إقامتها من لم يؤمر بها عن تقييده بكونه فذا فظاهره أنه يندب له فعلها فذا أو جماعة وهو قول في المسألة، والراجح أنه يقيمها فذا لا جماعة فتكره، وقيل لا يقيمها إلا جماعة ولا فذا كذا في أبي الحسن، وابن عرفة، والتوضيح”. والراجح عندنا صلاتها جماعة مع أهله ومن معهم في البيت، لما رواه البيهقي بإسناد صحيح أن أنسا بن مالك رضي الله عنه، كان يصلي صلاة العيد بأهله في بيته بموضع يقال له الزاوية من أعمال البصرة.
وصفة الصلاة أن يصلي الإمام ركعتين يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات، ويقرأ بعد الفاتحة سورة الأعلى أو ما تيسر من القرآن ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات ويقرأ بعد الفاتحة سورة الغاشية أو ما تيسر من القرآن، ولا خطبة فيها بعد السلام بلا خلاف في المذهب، إذ لا تشرع الخطبة في البيوت.
أما في ظل رفع الحظر أو تخفيفه في بعض الولايات بناء على توصيات الموثوق بهم من مسؤولي الصحة فيها فتسن إقامة العيد في المصلى، ولا بأس بأدائها في المساجد عند الضرورة. ويجب في الحالتين مراعاة جميع التدابير الوقائية اللازمة المتمثّلة في التباعد الاجتماعي، وتعقيم الأيدي، وارتداء أقنعة الوجه إذ من السنة عدم ايراد الممرض على المصح. وعند تفشي الأمراض المعدية فالظن القوي ينزَّل منزلة اليقين فيجب الاحتراز حفظا للنفوس.
وأخيرا، نرجو أن نلفت انتباه إخواننا أصحاب الفضيلة العلماء إلى ضرورة الاهتمام بكل ما يؤدي إلى لى تحقيق الوحدة بين المسلمين عملا بقول الله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103].
كما يجب علينا أيضا تذكر أن المسئولية تقع على عاتق كل شخص في المجتمع كما في الحديث: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) [متفق عليه].
والله الموفق وكل عام وأنتم بخير
الشيخ الشريف إبراهيم صالح الحسيني CON
رئيس هيئتي الإفتاء بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في نيجيريا
وجماعة نصر الإسلام
27 رمضان 1441هـ
20 مايو 2020م
يستلزم التوثيق
يجب عليك تسجيل الدخول لإضافة تعليق.
تسجيل الدخول