مقالات
مفتي نيجيريا:دعم البنوك الإسلامية والتعامل معها واجب شرعي
أجرى الحوار في القاهرة: بسيوني الحلواني
أكد الشيخ إبراهيم صالح الحسيني، مفتي نيجيريا عضو مجلس حكماء المسلمين، أن الاقتصاد الإسلامى يمثل قوة الدفع الأساسية لبناء مجتمعات إسلامية مستقرة اقتصادياً واجتماعياً، فهو بما يحتويه من قيم وأخلاق يعد النظام الاقتصادي الوحيد المؤهل لبناء مجتمع إنساني متوازن يحقق العدالة بين المسلمين بعضهم البعض، وبين المسلمين وغيرهم، ويواجه كل صور الفساد الاقتصادي ويوظف المال والإمكانات الاقتصادية لصالح المجتمع كله وليس لصالح فرد أو جماعة.
ووصف مفتي نيجيريا البنوك الإسلامية بأنها ”أداة مهمة من أدوات المنهج الاقتصادي الإسلامي” وطالب المسلمين بمزيد من الثقة فيها والتعامل معها، مشدداً على أن واجب المسلم دعم ومساندة كل توجه إسلامي صادق سواء في مجال الاقتصاد أو غيره من المجالات.
وقال: الشريعة الإسلامية تقدم حلولاً واقعية ومثالية لكل المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي، وواجب المسلمين اعتماد الشريعة مصدراً لحل مشكلاتهم والتعامل مع أزماتهم التي فشلت الحلول المستوردة في التعامل معها.
جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معه ”الاقتصاد الإسلامي” خلال زيارته الأخيرة للقاهرة للمشاركة في بعض الفعاليات الإسلامية..
رسالة مجلس الحكماء
شاركتم مؤخراً في اجتماعات مجلس حكماء المسلمين في القاهرة للرد على موجات العداء التي تصاعدت في الغرب ضد الإسلام والمسلمين عقب أحداث فرنسا التي أدانها المسلمون في كافة بلاد العالم.. هل وصل صوتكم للعالم الغربي؟ وما وسائل مواجهة تداعيات ما يرتكبه المتطرفون من حماقات تتسبب في توتر العلاقة بين المسلمين وشعوب الأرض؟
بالتأكيد، وصلت غضبتنا إلى كافة شعوب العالم الغربي، فقد اجتمعنا في رحاب الأزهر الشريف وبرئاسة شيخه الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس الحكماء، ونحن نتحدث بالعقل والمنطق وليس بالعاطفة، وقد عبر مجلس الحكماء عن غضب العالم الإسلامي من ردود الأفعال الغربية المتعصبة ضد الإسلام والوجود الإسلامي في الغرب على خلفية أحداث باريس الدموية التي راح ضحيتها 129 قتيلاً وعشرات من المصابين في جريمة نكراء أدانها المسلمون في كل مكان، وأكدنا للقاصي والداني أن الإرهاب لا دين له ولا هوية وهو يطال الأبرياء يومياً في بلادنا الإسلامية، كما يطالهم في بعض دول العالم الغربي، ولا ينبغي معاقبة
المسلمين في الغرب على جريمة ارتكبها إرهابيون مجرمون.
لقد وقعت تجاوزات وانتهاكات ضد المسلمين في أكثر من بلد أوروبي خلال الأيام الماضية، وقام المتطرفون في هذه البلاد بارتكاب جريمة حرق المصحف وحرق بيوت الله، وأكدنا أن ما يحدث ضد المسلمين ومنشآتهم ومقدساتهم في الغرب إرهاب نرفضه وندينه، كما أدنّا جميعاً جريمة باريس، ووصف شيخ الأزهر ما حدث ويحدث ضد المسلمين في بيانه في الجلسة الافتتاحية بأنه ”وقود للفكر الإرهابي” الذي نعاني منه، ولذلك لا ينبغي أن يرد الغربيون على الإرهاب بإرهاب مماثل، وليس من المنتظر أبداً ممن يزعمون التحضر والتقدم إهانة مقدسات المسلمين على مرأى ومسمع من العالم.
مظاهر الخلل
في البداية سألت مفتي نيجيريا: من وجهة نظركم ما مظاهر الخلل التي ترونها في عالم الإفتاء الآن؟
قال: أبرز ما تعاني منه مجتمعات المسلمين الآن في ساحات الفتوى هو تصدي غير المتخصصين وغير المؤهلين للافتاء، وهذا التجرؤ على ساحة الفتوى أدى إلى اختلاط الحلال بالحرام في أذهان كثير من الناس، واللجوء إلى غير المتخصصين أمر لا دخل لعلماء الفتوى به، فالذي يتحمل مسؤولية ذلك هو ”المستفتي” الذي يذهب بسؤاله إلى غير المؤهلين للإفتاء، كما يتحمل مسؤولية ذلك أيضاً وسائل الإعلام من محطات تلفزة وفضائيات وصحف ومواقع إنترنت وغيرها، لأن هذه الأدوات الإعلامية المؤثرة تذهب بتساؤلات الجماهير إلى أشخاص لم يؤهلوا للإفتاء، وهي تفعل ذلك ربما عن جهل وعدم معرفة، وبعضها يفعل ذلك بسوء نية بحثاً عن الإثارة، وكل هذا خلق مناخاً غير سوي، فالمسؤولية هنا مشتركة بين الجماهير التي تقبل على أشخاص بعينهم لكي تسألهم دون أن تتأكد من قدرتهم على ذلك، ووسائل إعلام تبحث عن الإثارة وكل ما يهمها إقبال الناس عليها حتى ولو كان ذلك على حساب الدين، لذلك نحن دائماً نطالب جماهير المسلمين في كل مكان بالتوجه إلى العلماء الثقات حتى يحصلوا على فتاوى منضبطة بضوابط الشرع.
التصدى للمتطفلين
تعلو من آن لآخر المطالبات بتوحيد الفتوى خاصة في القضايا العامة التي تشغل بال المجتمعات الإسلامية كلها .. فهل تؤيدون هذا المطلب؟
لسنا في حاجة إلى توحيد للفتوى بقدر ما نحن في حاجة إلى التصدي للفوضى التي تشهدها ساحة الفتوى في العديد من البلاد الإسلامية، حيث نشهد الكثير من أدعياء العلم الذين يتصدون للفتوى وهم غير أهل لها، وهذا يؤدي إلى نوع من التشتت والفوضى في التزام الناس بأحكام الشريعة في المجتمعات الإسلامية، ولهذا يجب التأكيد على ضرورة أن يتصدى للإفتاء من هو أهل له، وتتوفر فيه شروط الإفتاء.. وأيضا التصدي للقضايا العلمية التي تحتاج لبيان الحكم الشرعي فيها بشكل علمي سليم يقدم للأمة المعالجات العلمية السليمة والدقيقة القائمة على فهم أحكام الشريعة فهماً صحيحاً ونقلها على نطاق واسع لجميع المسلمين من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومن خلال مناهج التربية والتعليم.
لن يشوهوا صورة الإسلام
هل ترى أن فتاوى الجماعات المتشددة في العديد من البلاد الإسلامية ومنها نيجيريا قد صرفت بعض المسلمين عن عدالة وسماحة الشريعة الإسلامية؟
جماعات التشدد الديني لن تستيطع أن تؤثر إلا في عقول أتباعها وهم قلة تم عمل غسيل مخ لهم، ومسخ أمزجتهم الفكرية والثقافية لكي يسيروا في فلك هذه الجماعات التي تستقطب الشباب بوسائل غير أخلاقية بعيدة كل البعد عن الفكر والثقافة ومفاهيم الإسلام الصحيحة.
لذلك فإن جماهير المسلمين في كل مكان ترفض الفكر الملوث لجماعات التطرف والتكفير التي تمارس العنف وتتخذه وسيلة لتحقيق أهدافها البعيدة تماماً عن الدين.
البنوك الاسلامية
كيف يرى مفتي نيجيريا البنوك الإسلامية التي فرضت نفسها على الساحة الاقتصادية داخل العالم الإسلامي وخارجه؟
في الواقع نحن سعداء بما حققته البنوك الإسلامية من نجاح خلال السنوات الماضية، لأن نجاحها وثقة المسلمين فيها تؤكد ما نردده دائماً بأن الإسلام لديه نظام اقتصادي قادر على تحقيق العدل بين المسلمين.. فالبنوك الإسلامية ترجمت ما نقوله على أرض الواقع، كما حققت الكثير من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي نراها مهمة بل ومصيرية في تاريخ الأمة؛ وأولها أن الإسلام منهاج حياة كامل.
ولذلك فإن واجب كل مسلم دعم البنوك الإسلامية بالتعامل معها حتى تفرض نفسها على كل التعاملات الاقتصادية في بلاد المسلمين ونتخلص من الربا الذي ألحق باقتصاداتنا خسائر فادحة.
إحياء فريضة الزكاة
يؤكد خبراء الاقتصاد دائماً أن حصيلة الزكاة تكفي لحل مشكلات الفقراء العاطلين في بلادنا العربية والإسلامية، ومع ذلك تتزايد أعداد الفقراء والمحتاجين نتيجة إهمال فريضة الزكاة.. من وجهة نظركم: كيف نبعث هذه الفريضة من جديد لتؤدي رسالتها الاجتماعية والإنسانية في حياة المسلمين؟
نعم، إحياء فريضة الزكاة والصدقات التطوعية كفيل بحل مشكلات فقراء المسلمين في كل مكان، ونحن دائماً نحث المسلمين في بلادنا على الإلتزام بما شرعه الله في شأن الزكاة، ونؤكد لهم أن إهمال هذه الفريضة عصيان لله ورسوله، وجحود لنعمة المال التي أنعم الله بها على كثير من خلقه، فالإنسان الذي يبخل ببعض ما أنعم الله عليه به لن يعيش سعيداً بأمواله في الدنيا، ولو تحققت له هذه السعادة الكاذبة فسوف يكتوي بهذه الأموال التي بخل بها ويندم على بخله وجحوده يوم لا ينفع الندم.
يجب أن يعلم كل مسلم أن الشعور بالسعادة والرضا لن تحققه له الأموال، فلكي يعيش الإنسان سعيداً يجب عليه أولاً الوفاء بحقوق الفقراء والمحتاجين المحيطين به، وعليه أن يشعرهم أيضاً بقدر من السعادة حتى يمحو ما في نفوسهم من حسد أو حقد.
مساعدة الفقراء
بعض العلماء أفتوا بأن مساعدة فقراء المسلمين والمساهمة بحل مشكلاتهم أولى من تكرار عبادات مثل الحج والعمرة.. كيف تنظر إلى هذه الفتوى؟
الشريعة الإسلامية تقر فقه الأولويات، بمعنى أن هناك الأهم والمهم، وإذا كان من حق القادرين أن يقتربوا إلى الله بكل الطاعات، وأن يذهبوا في رحلات مكوكية لتكرار الحج والعمرة فلا ينبغي أن يكون ذلك على حساب الواجبات الاجتماعية والإنسانية لكل إنسان قادر.. فالإسلام حثنا على سد حاجات الفقراء وألزمنا بإغاثة الغارمين، وأرى أن هذا العطاء الإنساني أولى من تكرار الحج والعمرة، فإذا ما كان الإنسان يفعل هذا وذاك فهو يجمع بين الحسنيين ونسأل الله أن يجزل له العطاء على ذلك.
المساجد والمعاهد الدينية
العاطفة الدينية تدفع بعض المسلمين القادرين إلى إقامة المزيد من المساجد والمعاهد الدينية وخاصة في البلاد الأفريقية ..هل بلادكم في حاجة إلى مزيد من المساجد والمعاهد الدينية؟
بالتأكيد هناك مناطق تحتاج إلى مساجد ومعاهد دينية، وعلينا هنا أن نشجع أثرياء المسلمين وأهل الخير منهم بكل الوسائل على إقامة المساجد والمعاهد الدينية التي تساعد المسلمين على أداء شعائرهم الدينية وتنشر بينهم الوعي الديني والثقافة الإسلامية المفيدة.
لكن هناك مناطق لا تحتاج إلى مساجد ولا إلى معاهد دينية بل تحتاج أكثر إلى مدارس ومستشفيات ومرافق تخدم فقراء المسلمين، وهذا ما ننبه المسلمين إليه دائماً.. لذلك ننصح أهل الخير أن يقفوا على احتياجات المسلمين، وأن يولوا عناية بالأعمال الخيرية ومظاهر التكافل الاجتماعي الأخرى، وستكون أكثر أجراً وثواباً من إقامة المساجد والأعمال الخيرية إن شاء الله.
والملاحظ أن أعداد الفقراء في تزايد مستمر، وأعداد المرضى في تزايد أيضاً، والعاطلون عن العمل أصبحوا عالة على المجتمع ويهددون أمنه وسلامته، وعلى القادرين أن يوجهوا فائض أموالهم أو ما يجودون به إلى هؤلاء الفقراء والمرضى والعاطلين، فهؤلاء لهم حقوق على الأغنياء، والله تعالى يقول في القرآن الكريم: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) المعارج 24-25، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ”ما آمن من بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه يعلم به”( رواه البزار والطبراني بإسناد حسن من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم”) وروى البخاري في تاريخه والطبراني وأبو يعلى من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله عليه وسلم” ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه”.
تفكير جهلاء!!
لماذا يشكو المسلمون دائماً من الفقر والمرض والجهل والتخلف؟ ولماذا تقبع معظم البلدان الإسلامية في قوائم الدول الأكثر تخلفاً؟ وبماذا ترد على الذين يربطون بين هذا الواقع المؤلم وبين التعاليم والثوابت الإسلامية؟
هذا ربط يكشف عن جهل وغباء هؤلاء، فالإسلام دين نهضة وتقدم وتحضر، والواقع الذي يعيشه المسلمون بكل ما فيه من مظاهر ضعف لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد.. فالحقائق والأدلة والبراهين تقول إن المسلمين تخلفوا ولم يستعيدوا نهضتهم التي ملأت الدنيا علماً وتحضراً وعدلاً لأن بعضهم لم يعودوا يعملون بالإسلام ولا من أجل الإسلام، بل انصرفوا عن هداية هذا الدين وأخذوا يلتمسون الحلول لمشكلاتهم من هنا وهناك.
والمطلوب الآن أن تعود الأمة إلى العلم والعمل، وأن يتحمل كل إنسان مسؤولياته ولا يرمي على غيره، فالتغيير الذي نتطلع إليه في عالمنا الإسلامي هو مسؤولية كل فرد، وقد بين لنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه جوانب أساسية مهمة فيما يتعلق بهذه المسؤولية الحضارية، فقال في الحديث الشريف: ”لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه” رياض الصالحين 153/1. قال الإمام النووي في الرياض قال الترمذي حديث حسن صحيح.
فهذا الحديث الشريف يشتمل على عدة عناصر أساسية لمسؤولية الإنسان في الدنيا والتي سيقدم عنها كشف حساب يوم القيامة أمام الله سبحانه وتعالى، وهذه العناصر هي: الوقت والعمل والمال والعلم.
مفاهيم دينية خاطئة
بعض دعاة الإسلام يغرسون في الناس كراهية الدنيا والزهد في كل مباهجها، هل الإسلام يقر العزلة عن الحياة وتحريم نعم الله فيها؟
دعاة الاكتئاب والعزلة عن الحياة والذين ينتشرون للأسف في كل بلادنا العربية لا يدركون حقائق الإسلام جيداً، فالإسلام دين يغرس في نفوس أتباعه كل ما يدفعهم إلى أن يعيشوا حياتهم بحلوها ومرها.. بأفراحها وأحزانها.. بمباهجها ومشكلاتها، والمطلوب من المسلم في كل وقت وفي كل مكان أن يندمج في المجتمع وأن يعمل ويكافح من أجل أن يعيش حياة طيبة في الدنيا.
إذن الزهد في الدنيا ليس مطلباً دينياً على الإطلاق، وتطليق الحياة بكل مباهجها وطيباتها لن يقرب الإنسان من خالقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو ربه ويقول: ”اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر” أخرجه البخاري في الأدب المفرد 668، ومسلم 7002. فرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء يطلب من خالقه إصلاح معاشه في الدنيا، وإصلاح المعاش يعني توفير كل طيبات الحياة التي تحل للإنسان مشكلاته.
والقرآن الكريم يأمرنا بأن نعيش الدنيا بكل مباهجها ومتاعبها وأن نتخذها وسيلة للحصول على رضا الله وثوابه في الآخرة فيقول الحق سبحانه وتعالى: (وابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) القصص 77. لذلك فإن الزهد في الدنيا وطيبات الحياة فيها ليس علامة تقوى ولا دليل صدق إيمان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده” فتح الباري 260/10 قال الحافظ في الفتح حسنه الترمذي.
سفاهة مرفوضة
بعض أثرياء المسلمين يتعاملون مع المال بسفاهة.. بماذا ينصح مفتي نيجيريا هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بالمال الوفير؟
الإسلام يحث على إنفاق الأموال فيما هو مشروع ومباح باعتدال دون تقتير أو إسراف، وحكم إنفاق المال يدور حول الطريقة التي يتصرف بها الإنسان في المال، فإذا كنزه وحبسه عن الإنفاق بخلاً وشحاً فالقرآن ينذره بعذاب شديد يوم القيامة، وإذا أنفقه بطريقة لا يحكمها عقل ولا منطق فهو من السفهاء الذين يجب الحجر عليهم، أما إذا أنفقه في وجوه الخير فإن ثوابه عند الله عظيم، والقرآن الكريم يمتدح هؤلاء الذين يقدمون أموالهم طواعية للفقراء والمرضى واليتامى وغيرهم من أصحاب الحاجات فيقول سبحانه (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) البقرة 274.