مضامین

رسالة سماحة مولانا الشيخ الشريف إبراهيم صالح الحسيني إلى الأمانة العامة لجمعية أنصار الدين

admin January 08, 2022 عام خبر

3جمادى الآخر 1443هـ الموافق لـ 6 يناير، 2022 م                    أمين/ ر. م. أ/ مج 01/01/ 2022م

إلى حضرات السادة الأفاضل أعضاء المكتب التنفيذي لجمعية أنصار الدين التجانية، وجميع الخلفاء، والمقدمين، والمريدين، وعموم المسلمين في ولاية كوغي، fجمهورية نيجيريا الفيدرالية، وفي جميع أنحاء المعمورة

حفظ الله الجميع برعايته آمين

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:-

 

فيسعدنا ويشرفنا أن نفيد حضراتكم بأننا قد تلقينا ببالغ الفرح والحبور، ومزيد من السعادة والسرور، رسالة الدعوة الكريمة التي ارسلتموها إلينا للحضور والمشاركة في مؤتمركم الرابع، والذي سينعقد بمشيئة الله تعالى، في هذا العام في الفترة من 6 إلى 8 يناير 2022م بولاية كوغي، بجمهورية نيجيريا الفيدرالية،

تحت عنوان : (الحل النبوي لأزمة الإنسان).

 

هذا، ونحن إذ نعتذر عن عدم الحضور والمشاركة بسب الظروف الصحية الخاصة بنا، وكذلك بسب تزايد تفشي وباء فيروس كورونا المستجد في الآونة الأخيرة في كثير من البلدان بطريقة مثيرة للقلق، مما يقتضي العمل بالتدابير الاحترازية والوقائية تفعيلا وتنزيلا لسنة سيدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، في مثل هذه الظروف الاستثنائية، وكذلك عملا بتوصيات جهات الاختصاص في بلادنا نيجيريا، فيما يتعلق بالصحة العامة للناس، من أجل المحافظة على الأنفس والأرواح المأمور بها شرعا، فإننا ننتهز هذه الفرصة للمشاركة في هذه المناسبة العظيمة؛ مناسبة الاحتفال بذكرى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الرحمة المهداة، والنعمة المسداة إلى جميع العالمين، ببعض النقاط وهي مستوحاة من هديه صلى الله عليه وسلم، في مجال تقويم سلوك المسلم للاستقامة على الجادة إن شاء الله. وكل ذلك من باب النصيحة والمذاكرة والتواصي بالحق بيننا وبين جميع من يوفقهم الله تعالى، للحضور والمشاركة بأنفسهم في هذا الاحتفال العظيم، أو بالمتابعة  عن بعد عبر وسائل الاتصال الحديثة.

قال تعالى:(وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) [العصر:1-3].

وفي الحديث الشريف، عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). رواه مسلم وغيره.

    فنقول وبالله التوفيق:

 

أولا: نجدد الدعوة والتذكير لجميع المسلمين، وخاصة العلماء، والدعاة على اختلاف مراتبهم وبلدانهم، إلى ضرورة التزام الهدي النبوي الشريف في الدعوة إلى الله تعالى؛ إذ لا بد من الاتباع، والبعد كل البعد عن الابتداع واتباع الأهواء التي تفرق بين ما جمعه الله في عقد الأخوة الإيمانية. قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ). [الحجرات: 10].

وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ). [الحجرات:2].

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ). [الأنفال:24].

وقال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153].

 

وفي الحديث، عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون فقلنا : يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة). رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح.

 

ثانيا: العمل والتعاون بكل صدق، وإخلاص، ونكران ذات وتفان، من أجل تحقيق الوحدة بين المسلمين بصورة عامة، وبين أتباع التصوف السني الصحيح خاصة، وبين أصحاب مولانا الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه بصفة أخص. قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا). وقال أيضا : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). (المائدة: 2].

 

ثالثا: مواصلة توعية المريدين، والفقراء، من أصحاب مولانا الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه، أينما كانوا للاهتمام بالعلم وتحصيله، وبناء مؤسساته والإشراف عليها؛ ليست العلوم الدينية فحسب وإنما جميع العلوم التي بها تحصل عمارة الكون. كما يجب التزام منهجه رضي الله عنه، المبني على الكتاب والسنة، والاقتداء بسيرته العطرة، في جِدِّه واجتهاده، في أذكاره وأوراده، وخلقه الرفيع، وفي تواضعه ولينه مع الخلق، وفي شدة تمسكه بالسنة النبوية المشرفة، وفي سعيه الدوؤب للإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة، والدفاع عن طريقته وعن منهجه العلمي الأصيل بشجاعة في كل الميادين. كذلك حث الفقراء للعمل من أجل الكسب المادي بالطرق الشرعية، تحقيقا للاكتفاء الذاتي مع العفة والنزاهة، وخدمة هذا الدين بالنفس والنفيس كما كان عليه الحال في أول أمر الإسلام.

 

رابعا: توعية الناس بحقيقة الطريقة التجانية، بأنها لا شيئ غير الاستغفار، والصلاة على النبي المختار، صلى الله عليه وسلم، والكلمة المشرفة في وِرْدَيْ الصباح والمساء، والوظيفة اليومية، وذكر هيللة عصر اليوم الجمعة. هذه هي الطريقة التجانية كمنهج لتربية النفوس وتزكيتها. وكل ما سوى ذلك يدخل في عموم علوم التصوف السني الصحيح وباقي العلوم المختلفة. كما أن الطريقة التجانية، هي طريقة العلماء، ولا دخل لها في الأمور السياسية لا من بعيد ولا من قريب. والتجانيون أحرار في بلدانهم يمارسون حياتهم الطبيعية في جميع المجالات حسب الأنظمة الحاكمة في بلدانهم وبحسب ما تقتضيه مصالحهم بحكم المواطنة كغيرهم من المواطنين عليهم ما علي غيرهم من الواجبات، ولهم ما لغيرهم من الحقوق سواء بسواء دون الزج باسم الطريقة في السياسة.

 

خامسا: مواصلة توعية التجانيين عامة، في جميع البلدان للاهتمام بتزكية النفوس وتهذيبها وترقيتها للفهم عن الله تعالى، مع الابتعاد الكامل عن كل أمر دنيوي زائل يسبب الضغائن والأحقاد بين الأصحاب، أو يعكر صفو الأخوة الإيمانية بينهم، أو يفرق كلمة المسلمين، بسبب حطامها الزائل. وعليهم أن يزيدوا الاهتمام بمدارسة كتب التزكية، والآداب، والسلوك – وما أكثرها وأوفرها وقد اشتمل كتابنا "النهج الحميد" على زبدة ما يحتاجه إليه في هذا المجال- وبذلك سيدركون أن الفتح الحقيقي الذي يجب أن يفتخر به السالك، ويفرح به المريد الصادق إنما هو المعرفة بالله، وليس الحصول على الدنيا وحطامها، من جاه، وأموال، وغيرها من العلائق والعوائق. كما يجب عليهم أيضا  أن يفهموا عصرهم ليكونوا دائما في مستوى المصلحين الحقيقيين الأكفاء الأتقياء ذوي الكياسة، والفطانة، والأمانة، والدهاء الذين تلجأ إليهم الأمة بمختلف طبقاتها عند حدوث الأزمات لإعادة الأمور إلى طبيعتها.

قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ). [الحشر:10].

وقال تعالى أيضا: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد:20].

 

سادسا: ندعو جميع الأصحاب والأحباب الذين انتفعوا بعلوم، وفيوضات، وتوجيهات، وإرشادات سماحة شيخ الإسلام، وسعادة الأنام مولانا الشيخ إبراهيم نياس رضي الله عنه، خاصة أعضاء جمعية أنصار الدين التجانية وغيرهم من الأصحاب والأحباب أينما كانوا، إلى عدم التراخي في الدفاع عن الجناب الرفيع لسماحة الشيخ رضي الله عنه، والذي عاش حياته كلها داعيا إلى الدين الإسلامي بمقاماته الثلاثة كلها، وعاش مجددا حقيقيا لهذا الدين العظيم ليس في المجال الروحي فحسب، وإنما في جميع المجالات. فقد كان رضي الله عنه، مصلحا اجتماعيا فريدا، ومفكرا إسلاميا رائدا، وزعيما إنسانيا عظيما، إلى جانب كونه متيما فانيا في حب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أصبح نسيج وحده في متابعته صلى الله عليه وسلم، في الأقوال، والأعمال، والأحوال، ولم يكن له هم غير دعوة الخلق إلى الله تعالى، على بصيرة من أمره كما قال رضي الله عنه:

والأمة قصدي فيهم أن أسوقهم             إلى حضرة البر الرحيم إلهنا

وقال أيضا:

إذا سار خير الناس سرت وراءه             وإن حل يوما فالمسير بعيد

 

ومن هنا، يجب على الجميع تبرئة ساحة الشيخ رضي الله عنه من جميع البدع والمخالفات والضلالات والخرافات، بل وارتكاب المعاصي والمحرمات والتي ظهرت أخيرا تحت مسميات متعددة كالحقيقة وغيرها، ومحاولة البعض إلصاقها بمنهج مولانا شيخ الإسلام وهو منها براء.

 

سابعا: نحث الجميع إلى تعظيم شعائر الله تعالى، والتي أمر بتعظيمها، وكذلك احترام أهل النسبة إلى الله تعالى، والأدب معهم، وخاصة السادة الشرفاء آل البيت الطيبين الطاهرين، وجميع الأولياء والصالحين، وعلماء المسلمين أينما كانوا دون تفريق عملا بقول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32].

وقال تعالى: (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) [الشورى:23].

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة: 11].

وفي الحديث الشريف :  ( ليس منا من لم يوقر الكبير و يرحم الصغير، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر). رواه أحمد والبزار بنحوه،  والطبراني مختصرا، وزاد ( ويعرف لنا حقا).

ثامنا: ضرورة التنبيه على أضرار التمشيخ والإدعاء، والترامي على مراتب أصحاب الخصوصية والفضل بأي صورة من الصور لتضليل العامة من أجل جمع حطام الدنيا وزهرتها الفانية، وبكل أسف هذا أمر منتشر بكثرة في زماننا هذا نسأل الله تعالى السلامة. يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119]  .

ورحم الله من قال:

وكم متمشيخ بجاه وسطــــــــــــــوة               وأضلاعه حوت على خبث مضغة

وكـــــــــــــــــــم متمشيخ بـــــــــرثة هيئة                  وهمـــــــــــــــــــــــــــــــــته قنص النضار وفضة

وكــــــــــــم متمشيخ بإبـــــــــــــــــــداء التبله             ولـــــــــــــــــــــــــيس يرى بأبله في الحقيقة

وللعلماء الربانين، والأولياء الصالحين المصلحين سمات تميزهم بصدقهم وإخلاصهم من غيرهم، وأهم ذلك شدة التمسك بكتاب الله العزيز والسنة النبوية المشرفة. قال أحدهم:

بل زنهم بالصدق والأمانة        والحفظ للحدود والديانة

وبـــــــــــــــــــــاتباع محــــــــــــــكم الكتاب         وسنة النبي بلا ارتيـــــــــــــــــــاب

فإن ذا صعب على الشيطان    وحزبه من إنس أو من جان

قال تعالى : (وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [النحل:95].

وقال أيضا: (وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) [البقرة:41].

 

تاسعا: ندعو الجميع للتوجه إلى الله تعالى، بخالص الدعوات في الخلوات والجلوات على أن يوفق الله تعالى، قادتنا على جميع المستويات في نيجيريا، وخاصة فخامة السيد الرئيس/ محمد بخاري حفظه الله ورعاه، رئيس جمهورية نيجيريا الفيدرالية، في مساعيهم الكريمة بقيادة فخامة الرئيس، لإصلاح حال البلاد والعباد في جميع المجالات؛ الأمنية والاقتصادية، حتى ينعم الناس بالأمن والسلام في أنفسهم وأرواحهم، وممتلكاتهم، والاستقرار في مجتمعاتهم وبلدانهم. ونسأل الله تعالى، أن يرفع هذا الوباء المستجد – فيروس وكورونا ومتحوراته المختلفة- عنا وعن البشرية جمعاء، وأن يجنب بلادنا وجميع البلدان الكوارث  والفتن، والزلازل والمحن ما ظهر منها وما بطن.كذلك الدعاء لجميع ولاة أمور المسلمين في جميع البلدان بالحفظ والتوفيق في سعيهم الدوؤب لتوحيد صف الأمة الإسلامية والعمل من أجل نهضتها حتى تتبوأ مكانتها السامية بين الأمم والشعوب، وتكون قائدة، وموجهة ومنقذة للبشرية جمعاء من المخاطر التي تهددها بالفناء في هذا العصر، وكذلك نهضة جميع الأمم الشعوب الصديقة المحبة للسلام.

 

عاشرا: نغتنم هذه الفرصة أيضا، للتوجه بالشكر الجزيل، والثناء الجميل لكل من ساهم في إنجاح هذا الاحتفال العظيم بأي نوع من أنواع المساهمات؛ مادية، أو عينية، أو معنوية، ولو بالدعاء، من أجل تعظيم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإظهار سنته ونصرها والدفاع عنها، وذكر شمائله وخلقه العظيم، حتى تقتدي به الإنسانية كلها والتي كانت بعثته صلى الله عليه وسلم رحمة لها .

قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 105-107] .

ونخص بالشكر هنا، سعادة الحاكم الحاج/ يحيى أدوزا بللو، حفظه الله، حاكم ولاية كوغي، الذي تشرفت ولايته المحروسة باستضافة هذه المناسبة العظيمة، وقدم سعادته أقصى ما يمكن أن يقدمه المؤمن، في سبيل الله، ومن أجل إظهار حبه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.  كذلك الشكر موصول لجميع معاوني سعادة الحاكم بالولاية في جميع المجالات، ولأصاحب السعادة، والمعالي، والسمو، والفضيلة، القادة من كبار رجالات الدولة، والأمراء التقليديين، والخلفاء من أحفاد مولانا أبي العباس الشيخ أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه، وكذلك الخلفاء من أبناء وأحفاد مولانا شيخ الإسلام وسعادة الأنام الشيخ إبراهيم نياس، رضي الله عنه، وكذلك الشكر موصول إلى صاحب السمو، الخليفة الأمير محمد السنوسي الثاني، والعلماء، والمقدمين الذين تزين بصورهم الكتيب الذي يتضمن برنامج الحفل، وغيرهم من عموم المسلمين الذين غبروا أقدامهم، وتكبدوا مشاق السفر للمشاركة في هذه المناسبة العظيمة حفظهم الله جميعا وجزا هم عنا وعن الإسلام خير الجزاء.  

 

حادي عشر: ونختم بما بدأنا به أول مرة من النصح لله، ووصية لله للأنبياء والرسل من قبل، قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131].

وقال أيضا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران:102- 105]

وقال: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[التوبة: 105].

وقال: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[ 13: سبأ] .

 

طابت أوقاتكم بكل خير، ووفقنا الله لما يحبه ويرضى، وأنار لنا سواء السبيل، وتقبل منا أعمالنا وجعلها خالصة لوجهه الكريم، ونسأله تعالى بجاه عظيم القدر عنده المحتفى به، صاحب الشفاعة العظمى سيدنا، وشفيعنا، وإمامنا، وعظيمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن يتقلبل منا دعواتنا إنه هو السميع العليم، وأن لا يردنا خائبين ولا محرومين. إنه سميع قريب مجيب والحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

وكل العام وأنتم بخير

 

المخلص لكم في الله، الراجي لطف ربه القدير

خادم السنة والأثر الفقير إلى الله تعالى:

 

الشيخ الشريف إبراهيم صالح الحسيني CON

رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري

رئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فرع نيجيريا

عضو حكماء المسليمن

تحريرا في أبوجا

يوم الخميس 3 جمادى الآخر 1443هـ

يناير 2022م